منتدى الفقيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
amine
المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 07/04/2020

     تكريم الإسلام للمرأة Empty تكريم الإسلام للمرأة

الثلاثاء أبريل 07, 2020 2:21 pm
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
   

تكريم الإسلام للمرأة


قال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات: 13.
من المعلوم عند أولي النهى والبصائر أنه لا يوجد في القديم ولا في الحديث دين أو حضارة أو قانون يكرم المرأة ويرفع من قدرها، ويعطيها من الحقوق المادية والمعنوية، مثل دين الإسلام. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "والله إنا كنا في الجاهلية ما نعد النساء شيئا، حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم..."، صدق عمر رضي الله عنه، وقد شهد بذلك غير المسلمين من فلاسفة الغرب رجالهم ونسائهم، والحق ما شهد به الآخر.
وسنقف من خلال هذا الدرس –إن شاء الله تعالى- على وضعية المرأة قبل الإسلام، وكيف أصبحت في ظل الإسلام، وعلى مظاهر تكريمها فيه، وما ضمن لها من الحقوق المادية والمعنوية التي تسعى إليها كل نساء العالم. ونجعل ذلك في محاور أربعة كالآتي:
• وضعية المرأة قبل الإسلام.
• مكانة المرأة وتكريمها في الإسلام.
• مظاهر تكريم الإسلام للمرأة.
• حقوق المرأة في الإسلام.

أولا: وضعية المرأة قبل الإسلام.
إن من يقرأ التاريخ عن وضع المرأة في الديانات والحضارات التي سبقت الإسلام، وعن وضعها عند عرب الجاهلية، يجد أن الأديان والحضارات القديمة كانت تهمل شأن المرأة، وتجعلها في مستوى منحط.
فاليونان مثلا جعلوها من سقط المتاع، وعدوها شيئا تافها لا يؤبه له، بل سموها رجسا من عمل الشيطان، بل كانوا يبيعونها في الأسواق كما تباع الماشية. والرومان اعتبروها قاصرة كالطفل، وحرموها من جميع الحقوق.
وكانت بعض الحضارات ترى حرمان المرأة من حقوقها الإنسانية، فتتجاهل أن المرأة إنسان تتزوج بإنسان لتلد إنسانا كريما قد كرمه الله تعالى.
أما عرب الجاهلية فقد كانت المرأة عندهم مهضومة الحقوق، يتصرف فيها المالك كما يشاء، بل كانت تمنع أحيانا حتى من حق الحياة، حيث كانت بعض القبائل العربية تئد البنات، فتدفنهن حيات، خشية الفقر أو العار. بل إن الرجل في الجاهلية كان إذا بشره أهله ببنت اسود وجهه، وتوارى عن الأنظار، وقد حكى القرآن الكريم ذلك فقال تعالى: { وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ} النحل: 58-59. وكانت المرأة في الجاهلية لا ترث شيئا مما ترك الميت مهما كانت منزلتها منه؛ لأن الذي يستحق الإرث في نظرهم هو من يحمل السيف، ويذوذ عن الشرف، بل كانت أحيانا تورث كما يورث المتاع.
ثانيا: مكانة المرأة وتكريمها في الإسلام.
فالإسلام هو الدين الوحيد الذي كرم المرأة، ورفع قدرها، وحررها من الجور والظلم، وأنقذها من براثين التخلف وعادات الجاهلية الفاسدة، حيث جاء ليعلن للدنيا كلها أن المرأة متساوية في القيمة الإنسانية للرجل حين خاطب القرآن الكريم كل الناس بهذا الأصل: { يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات: 13.
فالمرأة في الإسلام لها كرامتها، كما للرجل كرامته، والله كرم بني آدم ذكرا كان أو أنثى، قال تعالى: { وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً}الإسراء 70.
ويوضح الرسول صلى الله عليه وسلم في جملة بلاغية أن النساء يماثلن الرجال في القدر والمكانة والمسؤولية، ولا ينتقص منهن أبدا كونهن نساء، فيقول صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال). لقد جعل الإسلام المرأة شقيقة الرجل في أغلب أحواله وأفعاله، تشترك معه في التكاليف الشرعية، وفي القيام بالواجبات الدينية والدنيوية، وتشترك معه في الأجر والثواب على الأعمال الصالحة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} النحل 97. وقال سبحانه: { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة 73.
وقد يظن ظان أن أجور الرجال أكثر عند الله لما يقومون به من شهود الجماعات والجنائز وغيرها، والصحيح أن أجر المرأة كأجر الرجل متى قامت بأعمال يسيرة.
ثالثا: مظاهر تكريم الإسلام للمرأة.
إن المرأة تمر بمراحل ثلاث، تكون بنتا، ثم تكون زوجة، ثم تغدوا أما، ولكل مرحلة من المراحل الثلاث التي تمر بها تعيش المرأة أسمى مظاهر التكريم والرفعة في دين الإسلام.
ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة كبنت؛ أنه حماها من الوأد وهي صغيرة، حيث نزل القرآن الكريم من بشاعة هذا الفعل، فقال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} التكوير 8-9.
ونهى عن قتلها مخافة الفقر والفاقة، فقال سبحانه: { وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً} الإسراء 31.
وقد كرم الله البنت حين بدأ بها في قوله تعالى: { يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً} الشورى 46-47.
ومن التوجيهات النبوية في تكريم المرأة كبنت، قوله صلى الله عليه وسلم: (من رزق ثلاث بنات فأدبهن وأكرمهن كن له سترا يوم القيامة). فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم البنت في هذا الحديث الشريف وقاية للمسلم من عذاب الله في الدار الآخرة، بعد أن كان العربي في الجاهلية يضيق بها ضيقا يدفعه إلى أن يئدها حية في التراب.
ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة كزوجة أنه أوجب لها حقوقا على زوجها، ومن هذه الحقوق؛ حق العشرة، قال تعالى: { وعاشروهن بالمعروف} النساء: 19. وقال سبحانه: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} البقرة:27. وقال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي.
وجعل لها حق النفقة، ولو كانت غنية، وسواء كان زوجها قادرا على العمل أو عاجزا عنه، غنيا أو فقيرا، فالزوج هو المسؤول عن النفقة على بيت الزوجية، وليس من حقه أن يلزمها إلا إذا تبرعت عن طيب خاطرها.
والنفقة تشمل الطعام والشراب والملبس والمسكن، وكل ما تحتاج إليه الزوجة لقوام بدنها، لقوله تعالى: {لينفق  ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} الطلاق: 7.
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حق المرأة على الرجل؟ قال: (يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يقبح الوجه، ولا يضربها إلا ضربا غير مبرح، ولا يهجرها إلا في البيت).
ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة كأم بأن أوصى الأبناء بحسن معاملة الآباء وخاصة الأم، وقد صور القرآن الكريم هذا الأمر في تصوير بليغ ومعجز في أكثر من موضع، فقال تعالى في الموضع الأول: { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} العنكبوت:7. وقال تعالى في الموضع الثاني: { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} لقمان: 13. وقال في الموضع الثالث: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ} الأحقاف: 14.
فالله تعالى يوصي الإنسان ببر والديه ثم يخص الأم بالذكر، إثارة إلى مزيد فضلها على أبيه؛ لأنها حملته ضعفا على ضعف، واحتضنته بكل متاعبه وأرضته عامين كاملين...الخ. ولذلك جعل الله الجنة تحت أقدامها، فعن طلحة بن معاوية السلمي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم: أمك حية؟ فقلت: نعم. فقال: (الزم رجلها فثم الجنة).
بل جعل الرسول صلى الله عليه وسلم حقها على الأبناء ثلاثة أضعاف حق أبيهم عليهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال ثم من؟ قال: أبوك). رواه الشيخان. فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالأم ثلاث مرات لما لها من التكريم والمكانة العظيمة في الإسلام.
رابعا: حقوق المرأة في الإسلام.
اعتادت بعض المنظمات النسائية في العالم أن تقوم بإحياء بعض الأيام والمناسبات التي أطلقوا عليها اليوم العالمي للمرأة، منها يوم 8 مارس، والذي جعلوه مناسبة للتذكير بحقوق المرأة والدفاع عن مكتسباتها، وهذا شيء جميل لا تعارضه تشريعات السماء، ولا يمانع فيه العقلاء، والإسلام قد ضمن حقوق المرأة منذ أزيد من أربعة عشر قرنا.
ضمن حقها في التعليم؛ "جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا، فاجتمعن. فأتاهن فعلمهن مما علمه الله".
وضمن حقها في العمل؛ فقد عملت الصحابيات رضوان الله عليهن في ميادين مختلفة، فهذه الصحابية رفيدة قد نصب لها الرسول صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد النبوي لتداوي فيها جرحى المسلمين في الغزوات.
وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد رئيت هي وأم سليم في غزوة أحد وهما مشمرات على سوقيهما وقرب الماء على ظهورهما تفرغانه في أفواه القوم.
وهذه أم عطية رضي الله عنها كانت تقول: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى.
وقد ولَّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه السيدة الشّفّاء القرشية مهمة الحسبة... إلى غير ذلك مما يدخل في الحقوق والواجبات التي يستوي فيها الرجل والمرأة في الإسلام، مصداقا لقوله تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}.
بل ضمن لها حقها في أن تعلم غيرها من الرجال والنساء، فقد قال صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها: (خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء).
وضمن حقها في التعبير عن رأيها بحرية، فقد جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "إن أبي زوَّجني من ابن أخيه ليرفع  بي خسيسته. فجعل صلى الله عليه وسلم أمرها إليها. فقالت: أجزت ما صنع أبي ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء". رواه النسائي. بل ضمن لها حق إبداء رأيها في الشؤون العامة، فهذه أم المؤمنين أم سلمة قد استشارها الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ برأيها في صلح الحديبية، حتى أطلقوا عليها لقب المستشارة السياسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
خاتمة القول إن ديننا الإسلامي قد رفع من شأن الإنسان وكرمه ذكرا وأنثى، وضمنت شريعته السمحة للمرأة كل حقوقها، بل أعلت شأنها في بعض المواضع عن شأن الرجل.

المراجع:
- القرآن الكريم.
- كتب الحديث النبوي الشريف.
- فقد السيرة للبوطي.
ديوان الخطب المنبرية لحسن أمين الهلالي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى